يعيش الفنان كمال الشناوي منذ فترة في منزله بالجيزة حالة من الروحانية والتأمل وقراءة الكتب الدينية.. اقتربنا منه وحاورناه.
قال الشناوي: قدمت كل ماحلمت به وراضي عن مشواري كله وأعيش حالة تأمل روحانية جميلة جداً وسمعت منذ أيام أغنية شادية "خد بإيدي" فلمستني من الداخل وبكيت من قلبي واتصلت بشادية علي الفور فهي حبيبتي حتي في الأفلام وكنا دويتو جميلاً وكلمتني عن حالتها أثناء تقديم هذه الأغنية وكانت تناجي الله من داخلها أن يأخذ بيدها وبعدها أدت فريضة الحج واعتزلت وفي العيد كانت أول مكالمة مني لشادية ورغم انني لم أرها منذ سنتين إلا أننا حريصان علي الاتصال دائماً خاصة بعد مشاهدة أي فيلم كان يجمعنا واتذكر مؤخراً أنه عرض لنا فيلم وكنا نغني معاً واتصلت وقالت لي "ايه ياواد ياكمال اللي انت كنت بتعمله ده" وظللنا نضحك ونتذكر منذ أن كان بعض المنتجين يحتكر أعمالنا لدرجة أنه كانوا يصورون الأفيش ويكتب اسم الفيلم ويوزع ويبيع رغم أن القصة لم تكتب ولم نصور مشهداً واحداً في الفيلم.
كانت أياماً جميلة "قوي" وطول عمر شادية انسانة ناعمة وجميلة ولذلك ارتحت معها جداً واستمرت علاقتنا حتي الآن وهي صاحبة تاريخ مشرف ولم تندم علي شيء قدمته ونفس الشيء بالنسبة لي فأنا سعيد جداً بكل ماقدمته وليس عندي أي استعداد للتنازل أو أن "أهبل" علي كبر.. تاريخي كله وسام علي صدري وتركت أعمالاً هي تاريخ السينما وحتي مسلسلاتي فخور بها جميعاً لكن الآن حين يعرض عليَّ عمل أجده لا يرتقي بما قدمت لا ورق حلواً ولا حتي ممثلين وأجد أن جلوسي في منزلي أفضل.. لأغمض عيني وانفصل عن كل شيء حولي واتذكر تاريخي وأكون فخوراً بنفسي.. لكن هل مطلوب مني الآن أن اشتغل.. ومع مين.. هل أنا هانزل اعلمهم التمثيل.. خلاص المناخ صعب والاستمتاع والفن الحقيقي شيء انتهي.
عن عودة النجوم الكبار في السينما ومشاركتهم الشباب أعمالهم قال.. كل واحد له دماغه لكن الحكاية مليون في المائة يحكمها المادة.. وكثير من النجوم يعملون الآن من أجل الفلوس لأنهم قدموا فنا حقيقيا ويعلمون أن مايقدم ليس فناً وطوال الفترة الأخيرة منعت نفسي حتي من متابعة السينما لأن ماشاهدته جلعني أتحسر علي الفن بصراحة ودون مجاملة الحالة "زفت" لذلك أنا لست تاجراً بفني لأنه شيء راق جداً وصعب أن أهينه من أجل الفلوس لذلك النجوم الكبار الذين احترموا انفسهم ابتعدوا عن السينما ورغم انني ابتعدت منذ سنتين لأنني لم اعثر علي عمل احترم به فني إلا انني أقف علي أرض صلبة وفخور بنفسي وذلك مبدأ عشت عليه منذ البداية لدرجة انني قدمت أفلاماً أعجبت الناس جداً ورفضت أن آخذ عنها مليماً وكان أجري هو نجاح العمل مع الناس فكنا نقدم فنا من أجل الفن لكن الآن كله تجارة في تجارة لذلك عندما يأخذني الحنين للفن الجميل اتصل بشادية ونتذكر معاً أفلامنا.
وعموماً أنا مطمئن أنه إذا انتهي العمر.. فإن كمال الشناوي موجود في قلوب الجماهير المصرية والعربية.. تاريخي محفور ولذلك لا أحتاج أن أقدم تنازلاً.. إذا كان هناك ورق حلو أعمله لأنني مازلت قادراً علي العطاء والتعبير لكن غير ذلك أنا راض وقنوع في الشتاء اتابع الفضائيات بشقتي بالجيزة وفي الصيف في مارينا اتأمل الدنيا والحياة وأحمد الله أنه أعطاني الشهرة وحب الناس وعندما أغمض عيني اكون راضياً وحولي الكتب الدينية والقرآن الكريم رفيقي في رحلتي الآن.
المصدر : الجمهورية - سحر صلاح الدين