سمعنا أن الحجر الأسود من الجنة فما مدي صحة هذا القول؟ وما حكم تقبيله؟
** يجيب فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر سابقا فيقول: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: نزل الركن الأسود من السماء فوضع علي أبي قبيس "جبل" كأنه مهاة بيضاء أي بلورة فمكث أربعين سنة ثم وضع علي قواعد إبراهيم".
وجاء في الروايات التاريخية أن إبراهيم عليه السلام طلب حجرا مميزا يضعه في البيت فجاءه به جبريل عليه السلام فأخذ من مجموع هذه الروايات أن الحجر الأسود من الجنة وأنه كان أبيض فسودته خطايا بني أدم لكن درجة الحديث مترددة بين الصحة والحسن وهي علي كل حال لم تبلغ درجة التواتر. فهي أحاديث أحاد ولو كانت صحيحة فإن هناك خلافا بين العلماء في إفادة حديث الأحاد الصحيح القطع والعلم اليقين.
وما دام لا يوجد ما يمنع تصديق هذه الأحاديث فلنصدقها ومع ذلك فإن من لم يصدقها لا يخل بعقيدته ولا يخرجه من الإيمان إلي الكفر.
وسقوط الأحجار من السماء ظاهرة كونية معروفة ومؤكدة وقد قام العالم البريطاني "ريتشارد بيرتون" برحلة إلي الحجاز متخفيا في زي مغربي مدعيا أنه مسلم وكان يجيد العربية واندس بين الحجاج واستطاع أن يحصل علي قطعة من الحجر وحملها معه إلي لندن وبدأت تجاربه عليها في المعامل الجيولوجية.. فتأكد أنه ليس حجرا أرضيا بل هو من السماء وسجل هذا في كتاب له بعنوان "الحج إلي مكة والمدينة".
وسواء أكان الحجر من السماء أم لم يكن فإن الثابت أنه حجر مبارك قبله النبي صلي الله عليه وسلم وثبت في البخاري ومسلم أن عمر رضي الله عنه قبله اقتداء بالرسول مقسما أنه لا يضير ولا ينفع ورويت أحاديث غير قاطعة تدل علي أن استلامه بمثابة عهد مع الله علي الطاعة.
أما تقبيل الحجر الأسود فقد روي الحاكم وصححه أن النبي صلي الله عليه وسلم قبل الحجر الأسود وبكي طويلا ورأي عمر فبكي لما بكي وقال: "يا عمر هنا نسكب العبرات" وثبت أن عمر رضي الله عنه قال وهو يقبله: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك".
والتقبيل سنة عند الاستطاعة وبدون إضرار بالناس وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم لعمر "يا أبا حفص إنك رجل قوي فلا تزاحم علي الركن فإنك تؤذي الضعيف ولكن إذا وجدت خلوة فاستلم وإلا فكبر وامضي".
أما سبب اهتمام النبي بتقبيل الحجر والبكاء عنده فقد يقال: إن ذلك من باب التشبه بتقبيل يد السادة والكبراء. والحجر كما جاء في بعض الروايات يمين الله في الأرض يصافح بها عباده فالتقبيل إعظام وإجلال لله أو تعاهد معه علي الطاعة والالتزام.
وقد يقال: إن الحجر هو الجزء الباقي بيقين من أحجار الكعبة التي بناها أبوه إبراهيم عليه السلام فالرسول يكرم هذا الأثر ويتذكر به أصوله الأولي وما قاموا به من أمجاد وتضحيات هيأت لولادته وبعثته حول هذا الأثر الباقي وهو الكعبة.
وقد يقال: إن الرسول عليه الصلاة والسلام يقبله متذكرا إكرام الله له وتهيئته من الصغر ليكون رسول هذه الأمة حيث فصل في نزاع خطير بين القبائل من أجل نيل الشرف بوضع الحجر الأسود في مكانه عند تجديد بناء الكعبة قبل البعثة حيث ارتضوه وهو الأمين حكما في هذا النزاع فأشركهم في حمله بثوب. ثم أخذه بيده ووضعه في مكانه.
إنه شرف جدير بالاعتزاز به يتذكره الرسول بعد سنوات طويلة ترك فيها مكة وحرم أهلها من زيارة البيت حتي مكنه الله منه بعد أن انتصر وعز ورفع الله ذكره كل ذلك يمكن أن يكون حيثيات للاهتمام الزائد من النبي صلي الله عليه وسلم بهذا الحجر مع العلم بأن تقبيل الحجر ليس عبادة له أبدا فالعبادة لله وحده كما أن الطواف بالبيت ليس عبادة له بل لله سبحانه وتعالي الذي أمر به في قوله: "وليطوفوا بالبيت العتيق" وقال في امتنانه علي قريش "فليعبدوا رب هذا البيت".
أي أن تقبيل الحجر ليس عبادة له ولو كان فيه خطأ لم يقر الله رسوله عليه أبدا والله لا يقر أحدا علي شرك في عبادته وشعور عمر عند تقبيل الحجر هو شعور الموحد لله والمقتدي برسوله فالاقتداء به مطلوب وشعور الرسول بتقبيله هو أيضا شعور الموحد لله المعترف الشاكر لنعمه عليه وعلي أبيه إبراهيم عليه السلام وشعور المشتاق للجنة فالرسول يقبل الحجر الأسود بكل هذه المشاعر وهو في قمة التوحيد لله وإخلاص العبادة.
** يجيب فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر سابقا فيقول: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: نزل الركن الأسود من السماء فوضع علي أبي قبيس "جبل" كأنه مهاة بيضاء أي بلورة فمكث أربعين سنة ثم وضع علي قواعد إبراهيم".
وجاء في الروايات التاريخية أن إبراهيم عليه السلام طلب حجرا مميزا يضعه في البيت فجاءه به جبريل عليه السلام فأخذ من مجموع هذه الروايات أن الحجر الأسود من الجنة وأنه كان أبيض فسودته خطايا بني أدم لكن درجة الحديث مترددة بين الصحة والحسن وهي علي كل حال لم تبلغ درجة التواتر. فهي أحاديث أحاد ولو كانت صحيحة فإن هناك خلافا بين العلماء في إفادة حديث الأحاد الصحيح القطع والعلم اليقين.
وما دام لا يوجد ما يمنع تصديق هذه الأحاديث فلنصدقها ومع ذلك فإن من لم يصدقها لا يخل بعقيدته ولا يخرجه من الإيمان إلي الكفر.
وسقوط الأحجار من السماء ظاهرة كونية معروفة ومؤكدة وقد قام العالم البريطاني "ريتشارد بيرتون" برحلة إلي الحجاز متخفيا في زي مغربي مدعيا أنه مسلم وكان يجيد العربية واندس بين الحجاج واستطاع أن يحصل علي قطعة من الحجر وحملها معه إلي لندن وبدأت تجاربه عليها في المعامل الجيولوجية.. فتأكد أنه ليس حجرا أرضيا بل هو من السماء وسجل هذا في كتاب له بعنوان "الحج إلي مكة والمدينة".
وسواء أكان الحجر من السماء أم لم يكن فإن الثابت أنه حجر مبارك قبله النبي صلي الله عليه وسلم وثبت في البخاري ومسلم أن عمر رضي الله عنه قبله اقتداء بالرسول مقسما أنه لا يضير ولا ينفع ورويت أحاديث غير قاطعة تدل علي أن استلامه بمثابة عهد مع الله علي الطاعة.
أما تقبيل الحجر الأسود فقد روي الحاكم وصححه أن النبي صلي الله عليه وسلم قبل الحجر الأسود وبكي طويلا ورأي عمر فبكي لما بكي وقال: "يا عمر هنا نسكب العبرات" وثبت أن عمر رضي الله عنه قال وهو يقبله: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك".
والتقبيل سنة عند الاستطاعة وبدون إضرار بالناس وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم لعمر "يا أبا حفص إنك رجل قوي فلا تزاحم علي الركن فإنك تؤذي الضعيف ولكن إذا وجدت خلوة فاستلم وإلا فكبر وامضي".
أما سبب اهتمام النبي بتقبيل الحجر والبكاء عنده فقد يقال: إن ذلك من باب التشبه بتقبيل يد السادة والكبراء. والحجر كما جاء في بعض الروايات يمين الله في الأرض يصافح بها عباده فالتقبيل إعظام وإجلال لله أو تعاهد معه علي الطاعة والالتزام.
وقد يقال: إن الحجر هو الجزء الباقي بيقين من أحجار الكعبة التي بناها أبوه إبراهيم عليه السلام فالرسول يكرم هذا الأثر ويتذكر به أصوله الأولي وما قاموا به من أمجاد وتضحيات هيأت لولادته وبعثته حول هذا الأثر الباقي وهو الكعبة.
وقد يقال: إن الرسول عليه الصلاة والسلام يقبله متذكرا إكرام الله له وتهيئته من الصغر ليكون رسول هذه الأمة حيث فصل في نزاع خطير بين القبائل من أجل نيل الشرف بوضع الحجر الأسود في مكانه عند تجديد بناء الكعبة قبل البعثة حيث ارتضوه وهو الأمين حكما في هذا النزاع فأشركهم في حمله بثوب. ثم أخذه بيده ووضعه في مكانه.
إنه شرف جدير بالاعتزاز به يتذكره الرسول بعد سنوات طويلة ترك فيها مكة وحرم أهلها من زيارة البيت حتي مكنه الله منه بعد أن انتصر وعز ورفع الله ذكره كل ذلك يمكن أن يكون حيثيات للاهتمام الزائد من النبي صلي الله عليه وسلم بهذا الحجر مع العلم بأن تقبيل الحجر ليس عبادة له أبدا فالعبادة لله وحده كما أن الطواف بالبيت ليس عبادة له بل لله سبحانه وتعالي الذي أمر به في قوله: "وليطوفوا بالبيت العتيق" وقال في امتنانه علي قريش "فليعبدوا رب هذا البيت".
أي أن تقبيل الحجر ليس عبادة له ولو كان فيه خطأ لم يقر الله رسوله عليه أبدا والله لا يقر أحدا علي شرك في عبادته وشعور عمر عند تقبيل الحجر هو شعور الموحد لله والمقتدي برسوله فالاقتداء به مطلوب وشعور الرسول بتقبيله هو أيضا شعور الموحد لله المعترف الشاكر لنعمه عليه وعلي أبيه إبراهيم عليه السلام وشعور المشتاق للجنة فالرسول يقبل الحجر الأسود بكل هذه المشاعر وهو في قمة التوحيد لله وإخلاص العبادة.